عندما وصل الشيخ إلى العيينة رحب به أميرها عثمان بن معمر أجمل ترحيب، وأنزله على الرحب والسعة، ولقد ارتاح الشيخ لما ناله من تأييد الأمير عثمان بن معمر، وحرصا من عثمان بن معمر على تقوية أواصر الود والصداقة بينه وبين الشيخ فقد زوجه من السيدة، "الجوهرة عمته"، وكان الأمير عثمان بن معمر يأمل أن يتعاون مع الشيخ محمد، فحقق الله أمنيته وتحدث إليه قائلا:"إني أرجو إن قمت بنصر لا إله إلا الله أن يظهرك الله تعالى، وتملك نجد وأعرابهاورضي عثمان بما عرض عليه الشيخ فبايعه على النصر والتأييد وتبعه في دعوته، وأعانه بكل ما يستطيع من قوة وقام ابن معمر بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحكم شرع الله في وطنه، وأزال الظلم، وقمع أهل البغي.
ولما رأى أنصار الشيخ مكانته في العيينة التحقوا به ونالوا من ابن معمر ما يليق بهم من التكريم والحفاوة، ولم يقتصر الشيخ أثناء إقامته في العيينة على إرشاد أهلها، بل كان يكتب الرسائل ويرسلها إلى بعض البلدان مثل الدرعية وثادق والمجمعة يبيّن في هذه الرسائل حقيقة التوحيد ومعنى الإسلام. ولنأخذ هذه الرسالة مثالا لمكاتباته.