للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

كتب الشيخ إلى عبد الله بن عيسى عالم الدرعية رسالة جاء فيها:١

بسم الله الرحمن الرحيم

من محمد بن عبد الوهاب إلى عبد الله بن عيسى

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:

فقد قال ابن القيم "في إعلام الموقعين " قال الله تعالى: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ} ، [القصص، من الآية: ٥٠] ، فقسم الأمر إلى أمرين لا ثالث لهما: إما الاستجابة للرسول وإما اتباع الهوى، وذكر كلاما في تقرير ذلك إلى أن قال: ثم أخبر سبحانه أن من تحاكم أو حاكم إلى غير ما جاء به الرسول فقد حكم الطاغوت وتحاكم عليه. {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ} [النّساء، من الآية: ٦٠] . قال، والطاغوت كل ما تجاوز به العبد حده من معبود، أو متبوع، أو مطاع، فطاغوت كل قوم من يتحاكمون إليه- بغير الله ورسوله- أو يتبعونه على غير بصيرة من الله، أو يطيعونه فيما لا يعلمون أنه طاعة الله، فهذه طواغيت العالم إذا تأملتها وتأملت أحوال الناس معها، رأيت أكثرهم ممن أعرض عن طاعة الله ومتابعة رسوله، إلى طاعة الطاغوت ومتابعته وهؤلاء لم يسلكوا


١ حسين بن غنام، تاريخ نجد، مصدر سابق، ص ٣٥٥.

<<  <   >  >>