للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

بكل وسيلة ممكنة القضاء عليها، "وزعموا أنه يملأ قلوب الجهال والطغام بكلامه ويقويهم بطريقته فيخرجون على حكامهم ويعلنون العصيان١.

لهذا شكوا تصرفاته وتصرفات مساعده ابن معمر إلى سليمان آل محمد رئيس بني خالد في الأحساء، وكان عثمان بن معمر يتلقى راتبا منه وخوفوه من خطر دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب: "فأرسل سليمان إلى عثمان كتابا يهدده فيه إن لم يقتل الشيخ أو يخرجه من بلده إن لم يفعل ذلك قطع خراجه عنده في الأحساء"٢، فلم يستجب ابن معمر في بداية الأمر لطلب حاكم الأحساء، ولكن الظروف كانت كلها ضد الشيخ محمد بن عبد الوهاب وابن معمر، وقد أدرك ابن معمر أنه لا يستطيع، رفض أمر حاكم الأحساء، فأمر الشيخ بالرحيل من العيينة.

ولكنه مع ذلك لم ينس خلائق العربي، ولم يغدر بجاره، فقال له: "إن سليمان أمرنا بقتلك، ولا نقدر على مخالفة أمره، وليس من المروءة ولا كرم الأخلاق أن نقتلك وأنت جارنا، فشأنك ونفسك وارحل عن بلادنا"٣.

وبعد أن رأى الشيخ موقف عثمان عرف أن لا مقام له في العيينة. وهكذا رحل الشيخ من مسقط رأسه بعد أن أقام فيها أربع سنوات، وقف معه ابن معمر موقف النصير المخلص، الذي يؤمن بصدق الدعوة التي كان من حملة لوائها بل كان أول من ساندها وجاهد من أجلها أشد


١ حسين بن غنام، تاريخ نجد، تحقيق ناصر الأسد، ص ٧٩.
٢ حسين بن غنام، تاريخ نجد، تحقيق ناصر الأسد، ص ٤٠.
٣ "ابن بشر، المصدر السابق، ج١، ص ١٠".

<<  <   >  >>