الجهاد. وقد قرر الشيخ الذهاب إلى الدرعية لوجود كثير من أتباعه بها ولأن الأمير محمد بن سعود مشهور بالقوة والتدين والصلاح.
١١- حقيقة العلاقة بين عثمان بن معمر والشيخ محمد بن عبد الوهاب:
لا يستطيع أي باحث منصف تتبع سيرة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في العيينة أن ينكر الدور العظيم الذي قام به عثمان بن معمر من أجل الدعوة وصاحبها. فلقد احتضن ابن معمر الدعوة وبذل كل ما في طاقته من أجل حمايتها ونجاحها ووقف مع الشيخ في يسره وعسره، وقف معه عندما أراد الشيخ إزالة المنكرات وقفة الرجل الصادق، ووقف معه عندما أقام الحدود الشرعية، واستمع إلى رأيه عندما أشار إليه إلزام الناس بصلاة الجماعة، وقبل نصحه عندما نصحه في رفع المظالم.
هذه هي حقيقة العلاقة بين الشيخ وعثمان كما شهد بذلك الواقع التاريخي ولكن بعض المؤرخين نسبوا إلى ابن معمر فرية لا يصدقها التاريخ ولا يقبلها الباحث المنصف: لقد قال بعض المؤرخين لسيرة الشيخ محمد بن عبد الوهاب إن عثمان بن معمر أراد قتله عندما خرج الشيخ إلى الدرعية. ولعل مورد هذا الخطأ ما ذكره المؤرخ النجدي عثمان بن بشر في كتابه، "عنوان المجد وتاريخ نجد " حيث يقول: "أرسل ابن معمر إلى الشيخ محمد بن عبد الوهاب وقال: إن سليمان أمرنا بقتلك ولا نقدر على غضبه ولا مخالفة أمره لأنه لا طاقه لنا بحربه، وليس من الشيم والمروءة أن نقتلك في بلادنا فشأنك ونفسك وخل بلادنا، فأرسل فارسا عنده يقال له"الفريد" وقال: اركب جوادك وسر بهذا الرجل إلى ما يريد، فقال الشيخ: أريد الدرعية