للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

والعمل بذلك، ويحترم أهل العلم ويوقرهم ولو أخطأوا، ولكن لا يتخذهم أربابا من دون الله، هذا طريق المنعم عليهم، أما اطراح كلامهم وعدم توقيرهم فهو طريق المغضوب عليهم..) ١.

كما جاء في افتتاحية خطابه إلى علماء مكة: "إلى العلماء الأعلام في بلد الله الحرام، نصر الله بهم سيد الأنام وتابعي الأئمة الأعلام ... " إلى أن يقول:

" وأنا أخبركم بما نحن عليه خبرا لا أستطيع أن أكذب بسبب أن مثلكم لا يروج عليه الكذب على أناس متظاهرين بمذهبهم عند الخاص والعام، فنحن ولله الحمد متبعون غير مبتدعين على مذهب الإمام أحمد بن حنبل، وحتى من البهتان الذي أشاع الأعداء أنى ادعى الاجتهاد ولا أتبع الأئمة، فإن بان لكم أن هدم البناء على القبور، والأمر بترك دعوة الصالحين لما أظهرناه، وتعلمون أعزكم الله أن المطاع في كثير من البلدان لو تبين بالعمل بهاتين المسألتين أنها تكبر على العامة الذين درجوا هم وإياهم على ضد ذلك، فإن كان الأمر كذلك فهذه كتب الحنابلة عندكم بمكة مثل (الإقناع) و (غاية المنتهى) و (الإنصاف) التي عليها اعتماد المتأخرين وهو عند الحنابلة (كالتحفة) و (النهاية) عند الشافعية، وهم ذكروا في باب الجنايز هدم البنا على القبور ... وبعضهم يحكي الإجماع على ذلك، فإن كانت المسألة إجماعا فلا كلام، وإن كانت مسألة اجتهاد فمعلومكم أنه لا إنكار في مسائل الاجتهاد، فمن عمل بمذهبه في محل ولايته لا ينكر عليه ... "٢.

وفي رسالة له إلى أحمد بن محمد العديلي البكبكي، صاحب اليمن جاء في افتتاحيته قوله:

" سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد: لفانا (وافانا) كتابكم وسر الخاطر بما ذكرتم فيه من سؤالكم، وما بلغنا على البعد من أخباركم وسؤالكم عما نحن عليه وما دعونا الناس إليه، فأردنا أن نكشف عنكم الشبهة بالتفصيل ونوضح لكم القول الراجح بالدليل، ونسأل الله أن يسلك بنا وبكم أحسن منهج وسبيل ... " إلى أن يقول:


١ مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب, القسم الثالث, مختصر سيرة الرسول والفتاوى, (فتاوى ومسائل) , ص٩٧.
٢ مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب. القسم الخامس, الرسائل الشخصية ص٤٠.

<<  <   >  >>