دعوة نجد الجديدة -أو الإصلاح النجدي- تأثيرا بالغا، فأرجع الناس في نجد والجزيرة وفي خارجها من قريب ومن بعيد إلى معرفة وحدانية الله خالصة من شوائب الشركين: الأكبر والأصغر. وسواء في ذلك من قبل الدعوة طائعا ومن عارضها منكرا ومن افترى عليها كاذبا. وقضت الدعوة قضاء مبرما على كل ما كان شائعا في نجد خاصة من خرافة الأغوار والأشجار والرفات المبعثرة في القبور.
وعرف الناس ما صفا من الفكر وما استقام من المناسك والعبادات مما أرشدتهم إليه الدعوة أو نهتهم عنه في العظات والدروس التي ألقاها الإمام، وفي الرسائل التي تركها، وفي الشروح التي صنفها أولاده وأحفاده، وأصبحت صلاة الجماعة الركن الركين في مجتمع الجزيرة لا يتخلف عنها قائم ولا قادم، فتحقق ما أوصى به الإمام أحمد في كتابه "الصلاة" وكان محمد بن عبد الوهاب وأتباعه من أول المستجيبين.
وفي عهد السعودية الأولى من أيام محمد بن سعود إلى أيام عبد الله بن سعود بن عبد العزيز كانت نظم الشريعة الغراء أسسا قام عليها البناء وأرسي الحكم في كل مرفق من مرافق الحياة.
وفرض هذا النظام مقاما كريما لعلماء الدين -من غير غلو- لم يحلم به علماء أي مصر من الأمصار- بعد العز بن عبد السلام وابن دقيق العيد