للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على المدينة سعوديا من أهله، وبعد أربعة أيام أقامها عند أحد وقف خطيبا في جنده، فحمد الله وبشر قومه والمسلمين بالفتوح، ثم فرق من الغنائم على جنده بقدر المنازل والدرجات١.

ولم يقف الأمر عند فتح الحرمين والحجاز فتحا عسكريا، وإنما كان وراء هذا الفتح أن يدخل الناس في التوحيد الخالص ويتركوا الأرباب والطقوس المبتدعة في الإسلام، فدخل الناس وصاروا جميعا من أنصار التوحيد وأتباع الإمام محمد بن عبد الوهاب وأخلصوا العبادة لله ودام اتباعهم وانقيادهم ثمانية أعوام امتدت من سنة ١٢٢٠ إلى سنة ١٢٢٨ هـ حيث بدأت تركيا في محاربة المذهب وأتباعه بأقصى ما لديها ولدى ولاتها من عسف وحديد٢.

الحرب الوهابية:

لم يقع اختيار أتباع محمد بن عبد الوهاب على لقب الوهابية ولم يرضوا بإطلاقه عليهم. ولكنه أطلق من قبل خصومهم إرادة تنفير الناس منهم وإيهاما بأنهم ابتدعوا مذهبا جديدا يزيد على مذهب أهل السنة. وإنما هم يرضون لأنفسهم بلقب السلفيين أو المحمديين٣ وكذلك سموا بالموحدين والمطهرين، ثم أطلق على أتباعهم وأمثالهم في الهند لقب أهل الحديث٤.

وسواء رضوا باللقب أو لم يرضوا به فإن نسبته إلى اسم الوهاب سبحانه -وإن كان خصومهم لم يتنبهوا له- فيه ضد ما أراد خصومهم، إذ كانت بشرى بأنهم موهوبون نصرا مؤزرا قريبا.


١ - لمع الشهاب: ١٠٩.
٢ - جزيرة العرب: ٢٢٥.
٣ - الوهابية وزعيمها: مقال.
٤ - دائرة المعارف ٥: ١٤٤.

<<  <   >  >>