يتحقق لليهود، لأن البلاء استمر عليهم من بعد اليونان بواسطة الرومان، ثم وجدوا فترة من الهدوء النسبي زمن "المكابيين"، لكن الرومان كانوا أشد على اليهود من اليونان, فقد نكلوا بهم نكالاً شديداً حتى قضوا سنة ١٣٥م على دولتهم قضاءً نهائيا وإن كانوا بقوا كشعب مشردين إلى الزمن الحديث حيث بدأوا يتجمعون في فلسطين وأنشاوا لهم دولة فيها, فكل عالم بالتاريخ يعلم أن القول بنجاتهم بعد ذلك خطأ لأنه لم يتحقق لليهود لا أيام اليونان, ولا أيام الرومان, ولا حتى بعد رفع المسيح عليه السلام, بل زاد عليهم البلاء كما ذكرنا.
وبهذا كله نتبين عدم صحة الاستدلال بنص "سفر دانيال" لأنه لم تثبت صحته ولا عصمته، بل ثبت كذبه وعدم صحته, كما ان النصارى قد أخطأوا في فهم نصوصه، وغالطوا فيها، وحملوها ما لا تحتمل.