للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ب - إن "سفر دانيال" جعل النصر حليف الأمة اليهودية, وهم من يسميهم "قديسو العلى" بسبب سماوي١٠٢.

وكذلك فعل "سفر الرؤيا" بالنسبة للنصارى, إلا أنه فصَّل في كيفية تحقيق النصر وأنواع العذاب الذي يقع على أهل الأرض الذين لا يعبدون المسيح أو يضطهدون أتباعه، وذلك بواسطة الملائكة١٠٣.

جـ - إن "سفر دانيال" ذكر عبارةً غامضةً عن "ميكائيل" في نهاية الاضطهاد فقال: "وفي ذلك الوقت يقوم ميخائيل الرئيس العظيم القائم لبني شعبك، ويكون زمان ضيق لم يكن منذ كانت أمة إلى ذلك الوقت".

فهذا نقله صاحب "سفر الرؤيا" ووسعه وأعطاه معنىً خرافياً، وهو قوله بعد ذكر الاضطهاد الواقع على الأمة الذي رمز لها "بالمرأة" ١٢/٧ "وحدثت حرب في السماء بين ميخائيل وملائكته حاربوا التنين، وحارب التنين وملائكته ولم يقووا فلم يوجد مكانهم بعد ذلك في السماء" والمقصود بالتنين هنا الشيطان، وقد ذكروا بعد ذلك كيف أن الشيطان سيصب جام غضبه على أهل الأرض١٠٤.

٣ - أن "السفر" يحكي عن حالة اضطهاد ورجاء بالنصر، وهنا ملاحظة مهمة, وهي: إن كان ذلك حديثاً عن أمورٍ قد وقعت وانتهت، فدعوى النصارى بأنها ستحدث في المستقبل خلطٌ وخبطٌ غير مقبول.

أما إن قالوا - كما يظهر من أقوال كثيٍر منهم ممن يرون مجيء المسيح:- إن ذلك لأحداثٍ ستأتي، فإن هذا يخالف الواقع، وذلك أن النصارى توقف الاضطهاد الديني بالنسبة لهم منذ رفع "قسطنطين" ١٠٥ في القرن الرابع

<<  <   >  >>