لكن هذا اللفظ "بعينه" لم يرد في الروايات الثابتة عن ابن عباس وكتاب السنن لأبي حفص ابن شاهين غير موجود بين أيدينا حتى نحكم على الإسناد وقد أشار محقق الكتاب اللطيف لشرح مذاهب أهل السنة لابن شاهين أنه لا يستبعد أن يكون كتاب السنن هو الكتاب اللطيف لشرح مذاهب أهل السنة ومعرفة شرائع الدين والتمسك بالسنن وأن القاضي أبا يعلى ذكره باسم السنن اختصارا انطر الكتاب اللطيف هـ ١ ص ٣٥. والبغوي لم يذكر أيضا سندا لما ذكره عن ابن عباس فلا يمكن الحكم على قوله هذا. كما جاء عند الطبراني في الأوسط (٦/٥٠ رقم ٥٧٦١) عن ابن عباس أنه كان يقول: "إن محمدا رأى ربه مرتين مرة ببصره ومرة بفؤاده" لكن إسناده ضعيف وسيأتي تخريجه كما روى الطبراني في الأوسط (٩/١٥٢-١٥٣، رقم ٩٣٩٦) عن عكرمة عن ابن عباس قال: "نظر محمد صلى الله عليه وسلم إلى ربه تبارك وتعالى" قال عكرمة فقلت لابن عباس: نظر محمد إلىربه؟ قال: "نعم، جعل الكلام لموسى والخلة لإبراهيم والنظر لمحمد صلى الله عليه وسلم" قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن ميمون القناد إلا موسى بن سعيد تفرد به حفص ابن عمر العدني". وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (١/٧٩) : "وفيه حفص بن عمر العدني روى ابن أبي حاتم توثيقه عن أبي عبد الله الطهراني وقد ضعفه النسائي وغيره". وقال الحافظ في التقريب ص (٢٥٩) : "ضعيف". وفيه أيضاً يزيد بن عمرو بن البراء الغنوي ذكره ابن حبان في الثقات (٩/٢٧٧) ولم يوثقه غيره. وموسى بن سعيد البصري ترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٨/١٤٥) وسكت عنه ولفظة (نظر) لم تثبت في الطرق الأخرى التي جاءت عن عكرمة عن ابن عباس كما سبق تخريجه. ٢ اجتماع الجيوش الإسلامية ص (٤٨) ٣ مجموع الفتاوى ٦/٥٠٩-٥١٠.وانظر درء تعارض العقل والنقل ٨/٤١-٤٢. ٤ الفصول في سيرة الرسول ص (٢٦٨) . ٥ تفسير ابن كثير ٧ / ٤٤٨.