للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

[باب ما جاء في غربة الإسلام وفضل الغرباء]

وقول الله تعالى: {فَلَوْلا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ} ١. وعن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: "بدأ الإسلام غريبا، وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبي للغرباء" ٢ رواه مسلم. ورواه أحمد من حديث ابن مسعود وفيه: "ومن الغرباء؟ قال النّزاع من القبائل" ٣. وفي رواية "الغرباء ٤ الذين يصلحون إذا فسد الناس" ٥. وللترمذي من حديث كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده: "طوبى للغرباء الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي" ٦.

وعن أبي أمية قال: "سألت أبا ثعلبة رضي الله عنه فقلت يا أبا ثعلبة كيف تقول في هذه الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} ؟ ٧ قال: أما والله لقد سألت عنها خبيرا. سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيتم شحا مطاعا، وهوى متبعا، ودنيا


١ سورة هود آية: ١١٦.
٢ مسلم: الإيمان (١٤٥) , وابن ماجه: الفتن (٣٩٨٦) , وأحمد (٢/٣٨٩) .
٣ الترمذي: الإيمان (٢٦٢٩) , وابن ماجه: الفتن (٣٩٨٨) , وأحمد (١/٣٩٨) , والدارمي: الرقاق (٢٧٥٥) .
٤ زيادة عبارة (في رواية الغرباء) في مخطوطة المفتي وتوافق ما في (كشف الكربة في وصف حال أهل الغربة) للحافظ ابن رجب.
٥ مسند أحمد (٤/٧٣) .
٦ سنن الترمذي: كتاب الإيمان (٢٦٣٠) .
٧ سورة المائدة آية: ١٠٥.

<<  <   >  >>