غيرِها من القُرى، وفُسِّرت بأنَّها تُجلَبُ إليها الغنائم التي تَحصُلُ في الجهاد في سبيل الله، وتُنقَلُ إليها، وكلٌّ من هذين الأمرَين قد وَقَعَ وحَصَلَ، فحَصَلَ تغَلُّبُ هذه المدينة على غيرِها من المدن، بأَن انطلَقَ منها الهُداةُ المُصلِحون والغُزاةُ الفاتِحون، وأخرجوا النَّاسَ من الظُّلمات إلى النُّورِ بإذن ربِّهم، فدخل النَّاسُ في دِينِ الله عزَّ وجلَّ، وكلُّ خيرٍ حصل لأهل الأرضِ فإنَّما خرجَ من هذه المدينة المباركة، مدينة الرَّسول صلى الله عليه وسلم، فكونُها تأكل القرى يصدُقُ على كون الانتصار لَها على غيرِها من المدن، كما حصل ذلك في الصَّدر الأول، ومع الرَّعيل الأول من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء الرَّاشدين رضي الله عنهم وأرضاهم، وكذلك أيضاً حصولُ الغنائم والإتيانُ بها