٢ جاء في بعض الروايات عنه أربعة. قلت: وهذا مذهب الرافضة أعداء الإسلام وأعداء أهله؛ لأن مذهبهم مبني على التكفير بالذنوب، ولذا فقد حكموا بكفر أهل الإسلام بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلاّ نفر يسير. وهؤلاء النفر هم: علي بن أبي طالب وسلمان الفارسي وأبو ذر الهيثم بن التيهان وسهل بن حنيف وعبادة بن الصامت وأبو أيوب الأنصاري وخزيمة بن ثابت وأبو سعيد الخدري رضوان الله عليهم جميعاً. ويرى بعض الشيعة أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الموصوفين بالعدالة والصلاح أقل من ذلك. ومما يحتج به الروافض على دعواهم هذه، أي ارتداد الصحابة بعد موته عليه الصلاة والسلام حديث ابن عباس والمتفق عليه، أن أناساً من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال فأقول: أصيحابي أصيحابي. فيقول الله سبحانه: إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم... الحديث. قالوا: إن لفظ أصيحابي مصغراً للتقليل والتصغير لقلة عدد من بقي على إسلامه من الصحابة بعد. قلت: لكن علماء الإسلام قالوا: ليس المراد بهذا خواصه صلى الله عليه وسلم. لما يعلم يقيناً من أنه لم يرتد منهم أحدٌ بعده صلى الله عليه وسلم إلاّ قوم من جفاة العرب من أصحاب مسيلمة الكذاب والأسود العنسي، أو بعض المؤلفة قلوبهم ممن لم تكن لهم بالدين بصيرة. هذا بالإضافة إلى مخالفة هذا الفهم لما نص عليه القرآن الكريم في آيات كثيرة مدحاً وثناء لهم، ولما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم من الأمر باتباع سنة الراشدين من بعده. انظر: العواصم من القواصم مع التعليق ١٣٥-١٣٦، والعثمانية ص ١٤٩.