اختلف الأئمة في صحبته فقال بصحبته كل من ابن عبد البر وابن منده وأبي نعيم، بالإضافة إلى قول أبي داود المذكور هنا. أما العجلي وابن حبان والبخاري وابن سعد فقد عدّوه من كبار التابعين، وقد قرأت في تسمية الأخوة لأبي داود أن خرشة بن الحر لا صحبة له. وقد خلطه غير واحد بغيره، قال أبو موسى المديني: خلط ابن منده بينه وبين خرشة المرادي، والظاهر أنهما اثنان. وكذا خلطه كل من ابن عبد البر وابن الأثير والذهبي بخرشة بن الحارث المحاربي، وقال الذهبي: كان يتيماً في حجر عمر له صحبة، والصواب التفرقة وهو ما ذهب إليه البخاري ورجّحه ابن حجر. قلت: وبعد هذا فالذي يترجّح لدي أنه تابعي كبير لا تصح له صحبة بدليل اختلاف قولي أبي داود فيه, بل إن رأي أبي داود في كتابه أقوى من أي رأي ينقل عنه. وأما الذين عدّوه في الصحابة فربما كان ذلك بالنظر لما قرنوه بهم، فالمحاربي والمرادي صحابيان بلا شك، والله أعلم. انظر: طبقات ابن سعد ٦/١٠١، تسمية الإخوة الذين روى عنهم الحديث ورقة ٢، وجه أ، الجرح والتعديل ١/٢/٣٨٩، الاستيعاب ١/٤٣٩، الجمع بين رجال الصحيحين ١٢٧، أسد الغابة ٢/١٠٩، تجريد أسماء الصحابة ١/١٦٩، الإصابة ١/ القسم الأول/ ٤٢٣، تقريب التهذيب ٩٢. ٢ سلامة بنت الحر الفزارية صحابية لها حديث/ د ق. انظر: أسد الغابة ٥/٤٧٧، تقريب التهذيب ٤٦٩، الإصابة ٤/ القسم الأول/٣٣٠، أعلام النساء ٢/٢٢٦. ٣ أخرج هذا الحديث عن سلامة أبو داود في باب كراهية التدافع عن الإمامة بلفظ: إن من أشراط الساعة أن يتدافع أهل المسجد لا يجدون إماماً يصلي بهم ١/١٣٧، وابن ماجة في سننه باللفظ المنصوص عليه في النص ١/٣١٤، وأحمد في المسند ٦/٣٨١، وابن حجر في الإصابة ٤/٣٣٠. ((٤) انظر الإصابة ١/٤٢٣ تهذيب التهذيب ٣/١٣٨