انتهيت بحمد الله ومنّه وكرمه من دراسة وتحقيق الجزء الثالث من كتاب (سؤالات الآجري) ، ويمكن تلخيص ما اشتمل عليه موضوع الكتاب في قسمين:
١- الأول: وهو ما يتعلق بالمقدمة، والتي كانت دراسة وافية للجانب النقدي عند أبي داود السجستاني - رحمه الله - كإمام ناقد ممن يُعتمد قوله في هذا الفن.
وقد توصلت من خلال دراستي لنصوص الكتاب إلى تحليل منهج أبي داود في النقد، والوقوف عن كثب على قدرته الفائقة في هذا المجال، كما تمكنت من معرفة مرتبته بين مراتب النقاد، فكان إماماً من كبار أئمة النقد، فضلاً عما وصف به من غزارة العلم في مختلف علوم الحديث النبوي الشريف.
كما واستطعت معرفة الطبقة التي انتمى إليها أبو داود من طبقات النقاد بالنظر إلى مشددهم ومتساهلهم، فكان من طبقة مَنْ وصفوا بالاعتدال، وممن تكلموا في سائر الرواة على اختلاف أوطانهم.
وهذا التفصيل المذكور لا أظن أن أحداً سبقني إلى بيانه، إذ لم أر من أفرد الجانب النقدي عند أبي داود في بحث مستقل يمكن من خلاله معرفة أثر أبي داود فيه.