عند بعض النصوص أياماً وليالي سواء كان ذلك للتثبت من قراءتها أو بيان معانيها، أو للتوفيق بينها وبين ما قد يتعارض مع دلالتها في الظاهر، وزاد الأمر صعوبة تلك الإشارات الخفية التي استخدمها أبو داود للأحاديث، فضلاً عن عدم تمكني من الاطلاع على نسخة ثانية من المخطوط توضح بعض ما خفي عليّ.
وقد حباني الله تعالى بجميل إحسانه، فكانت الثقة بعونه مطلقة فازددت ثباتاً وجلداً، إلى أن خرج هذا الجزء بهذا الثوب القشيب، وأترك للقارئ الكريم تقويم الجهد الذي بذلته في ذلك. راجياً من الله أن أكون قد وفقت في إخراجه، وما كان فيه من جودة فإنما كان بفضل الله تعالى وتوفيقه، وما كان فيه من تقصير فإني ألتمس من القارئ العذر فيه.
وأرجو أن أكون قد سلكت المسلك العلمي الحديثي في التحقيق، وما أجدرنا باتباعه في كتب الرجال لنساهم بالدور الذي تركه لنا المتقدمون في سبيل تقريب هذه المؤلفات وسبل الاستفادة منها، سائلاً المولى جل وعلا أن يجعل عملي هذا خالصاً لوجهه الكريم، وهو ولي التوفيق.