صنّف الآجري - رحمه الله - كتابه هذا على البلدان، فذكر فيه الرواة من أهل الكوفة، والبصرة، وبغداد، ودمشق والجزيرة وأيلة، وبعض باقي المراكز العلمية المختلفة آنذاك، سواء كانوا من أهل تلك البلاد أصلاً أو ممن دخلها من غير أهلها، ويغلب على ظني أن الجزأين الأول والثاني هما في رواة مكة والمدينة على اعتبار أنهما من أهم المراكز العلمية التي كان الرواة يؤمونها.
والجزء الثالث وهو ما يعنينا هنا اقتصر فيه على ذكر رواة أهل الكوفة، ثم البصرة، ولم يستوعبهما، ويغلب على ظني أن في الجزء الثاني من هذا الكتاب ذكراً لجملة من رواة أهل الكوفة، كما هو الحال في أول الجزء الرابع في البصريين؛ لأن المصنف - أو ربما الناسخ - لم يخصص لكل جزء أهل بلد معين.
وقد سبق الآجري في التصنيف على البلدان أناس آخرون، ولعله اقتدى بشيخه أبي داود، حيث رتب كتابه - سؤالات أبي داود لأحمد - على البلدان أيضاً.
ولم يتبع المصنف ترتيباً معيناً في رواة أهل بلد معين، ولربما ذكر بعض من تشابهت أسماؤهم أو كناهم، أو من كانوا من طبقة واحدة على التوالي.
وقد يتكرر ذكر الراوي في أكثر من موضع، ونادراً ما يتغير رأي أبي داود فيه، وربما تغيرت عبارته مع الحفاظ على الدلالة.