للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فبت كأني ساورتني ضئيلة ... من الرقش في أنيابها السم ناقع

فوصفها بأنها ضئيلة لما ذكرته:

وأما قول أبي الطيب:

ظللت بين أصيحابي أكفكفه ... وظل يسفح بين العذر والعذل ١

فالتصغير فيه مختار لأن العادة جارية في قلة عدد من يصحب الإنسان في مثل هذه المواضع ولهذا كانوا في الأكثر ثلاثة. وجرى ذكر الصاحبين والخليلين في الشعر كثيراً لهذا السبب كما قال امرؤ القيس:

خليلي مر أبي على أم جندب ... نقض لبانات الفؤاد المعذب

وقال أبو نصر بن نباتة:

قفا قاقضياني لذة من حديثه ... علانية إن السرار مريب

وأمثال هذا يعرفها كل أحد وهي أكثر من أن يحاط بها أو تحصى.

فهذه الأقسام الثمانية هي جملة ما يحتاج إلى معرفته في اللفظة لمفردة بغير تأليف فتأملها وقس عليها ما يرد عليك من الألفاظ فإنك تعلم الفصيح منها من غيره إن شاء الله تعالى.


١ العذل: اللوم.

<<  <   >  >>