للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

هذا هو الإيمان المجمل الواجب على كل أحد. فإن "من لقي الله بالإيمان بجميع ما جاء به الرسول مجملاً، مقراً بما بلغه من تفصيل الجملة غير جاحد لشيء من تفاصيلها فإنه يكون بذلك من المؤمنين، إذ الإيمان بكل فرد من تفصيل ما أخبر الرسول، وأمر به غير مقدور للعباد، إذ لا يوجد أحد إلا وقد خفي عليه بعض ما قاله الرسول"١. ولذلك فإنه "يصح الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والجنة، والنار، ومعلوم أنا لا نحيط علماً بكل شيء من ذلك على جهة التفصيل، وإنما كلفنا الإيمان بذلك في الجملة، ألا ترى أنا لا نعرف عدة من الأنبياء، وكثيراً من الملائكة، ولا نحيط بصفاتهم ثم لا يقدح ذلك في إيماننا بهم"٢. "فلا يشترط في الإيمان المجمل العلم بمعنى كل ما أخبر به"٣ الله، ورسوله صلى الله عليه وسلم. فكل من آمن بما جاء به الرسول إيماناً مجملاً، ثم "عمل بما علم أن الله أمر به مع إيمانه، وتقواه فهو من أولياء الله – تعالى –"٤.

وأول ما يجب الإيمان به على كل أحد الإيمان بهذه الأصول، والقواعد الستة "التي لا يكون أحد مؤمناً إلا بها"٥، وهى كما يلي:

أولاً: الإيمان بالله – تعالى-، ويتضمن ذلك الإيمان بربوبية الله، وصفات كماله، ونعوت جلاله، وأسمائه الحسنى، وعموم قدرته، ومشيئته وكمال علمه، وحكمته"٦، و"إثبات ما أثبته لنفسه، وتنزيهه عما نزه نفسه عنه"٧.

ومن الإيمان بالله – تعالى – توحيده، وإخلاص الدين له


١ التسعينية (١/٢١٠) .
٢ مجموع الفتاوى (١٦/٤٠٩ – ٤١٠) .
٣ المصدر السابق (١٦/٤١٠) .
٤ المصدر السابق (١١/ ١٧٨ – ١٨٨) .
٥ المصدر السابق (١٤ /١٣٤) .
٦ المصدر السابق (١٤/١٣٥) .
٧ المصدر السابق.

<<  <   >  >>