للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فلا "تحسبن أن العقول لو تركت وعلومها التي تستفيدها بمجرد النظر عرفت الله معرفة مفصلة بصفاته، وأسمائه على وجه اليقين"١، بل لا بد في معرفة الله – تعالى – من الوحي الذي بعث به رسله.

"أما قياس الأولى الذي كان يسلكه السلف اتباعاً للقرآن"٢، فهو طريق "فطري ضروري متفق عليه"٣، يتضمن "أن يثبت له من صفات الكمال التي لا نقص فيها أكمل مما علموه ثابتاً لغيره"٤، وينزه "عن كل نقص ينزه عنه غيره، ويذم به سواه"٥. و "بهذه الطريقة جاء القرآن، وهي طريقة سلف الأمة، وأئمتها"٦. فكل "ما ثبت لغيره من الكمال الذي لا نقص فيه بوجه من الوجوه فهو أحق به، وما نزه عنه غيره من النقائص فهو أحق بالتنزيه منه كما قال – تعالى –: {لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى} [النحل: ٦٠] ، وقال – تعالى –: {ضَرَبَ لَكُم مَّثَلاً مِنْ أَنفُسِكُمْ هَل لَّكُم مِّن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن شُرَكَاء فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنتُمْ فِيهِ سَوَاء تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنفُسَكُمْ} [الروم: ٢٨] "٧.

فإنه – سبحانه – أعلم بنفسه، وبغيره، وأصدق قيلاً، وأحسن حديثاً من خلقه، ثم رسله صادقون مصدقون بخلاف الذين يقولون عليه ما لا يعلمون،

في هذا بيان سبب وعلة وجوب الوقوف على ما أخبر الله به من


١ الصارم المسلول على شاتم الرسول (ص: ٢١٦) .
٢ الرد على المنطقيين (ص: ١٥٤) .
٣ بيان تلبيس الجهمية (٢/٥٤٤) .
٤ الرد على المنطقيين (ص: ١٥٤) .
٥ بيان تلبيس الجهمية (٢/٥٤٤) .
٦ مجموع الفتاوى (١٢/ ٣٤٧) .
٧ المصدر السابق، وينظر: (٣/٢٩٧) ، بيان تلبيس الجهمية (١/٥٦٢) .

<<  <   >  >>