للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

والنفي الذي جاءت به النصوص "يجمعه نوعان: نفي النقص، ونفي مماثلة غيره له في صفات الكمال"١، "فالرب – تعالى – موصوف بصفات الكمال التي لا غاية فوقها، منزه عن النقص بكل وجه، ممتنع من أن يكون له مثيل في شيء من صفات الكمال. فأما صفات النقص فهو منزه عنها مطلقاً، وأما صفات الكمال فلا يماثله – بل ولا يقاربه – فيها شيء من الأشياء"٢.

هذه هي طريقة الرسل، ومن تبعهم من سلف الأمة، وأئمتها، أما من خالفهم من المعطلة المتفلسفة، وغيرهم فقد عكسوا القضية ٣، فإن هؤلاء الملاحدة جاؤوا بنفي مفصل، وإثبات مجمل، فقالوا في النفي: ليس بكذا وكذا ولا كذا، فلا يقرب من شيء ولا يقرب منه شيء، ولا يرى في الدنيا، ولا في الآخرة، ولا له كلام يقوم به، ولا له حياة، ولا علم، ولا قدرة، ولا غير ذلك، ولا يشار إليه، ولا يتعين، ولا هو مباين للعالم، ولا حال فيه، ولا خارجه، ولا داخله إلى أمثال العبارات السلبية التي لا تنطبق إلا على المعدوم"٤. "وهؤلاء المعطلة ينفون نفياً مفصلاً، ويثبتون شيئاً مجملاً يجمعون فيه بين النقيضين"٥، "ويثبتون ما لا يوجد إلا في الخيال"٦.

فلا عدول لأهل السنة والجماعة عما جاء به المرسلون، فإنه الصراط المستقيم: صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين، والشهداء، والصالحين.


١ منهاج السنة النبوية (٢/١٥٧) ، وانظر: مجموع الفتاوى (١٧/٣٢٥) .
٢ المصدر السابق.
٣ انظر: اقتضاء الصراط المستقيم (٢/٨٥٣) . وانظر: مجموع الفتاوى (١١/٤٨٠) .
٤ الصفدية (١/١١٦) .
٥ منهاج السنة النبوية (٢/٥٦٢) .
٦ المصدر السابق (٢/١٨١) .

<<  <   >  >>