للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وسبب هذا أنهم – رحمهم الله – "يجعلون ما بعث به الرسول من الكتاب والحكمة هو الأصل الذي يعتقدونه، ويعتمدونه"١.

وقد دخل في هذه الجملة ما وصف الله به نفسه في سورة الإخلاص التي تعدل ثلث القرآن.

المراد بالجملة ما تقدم من القواعد في باب أسماء الله – تعالى – وصفاته، فبعد أن ذكر طريقة أهل السنة والجماعة في هذا الباب بين اطراد طريقتهم، واستقامة منهجهم في جميع ما أخبر الله – تعالى-به عن نفسه في كتابه من آيات الصفات، أو ما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحاديثها.

ومن ذلك ما وصف الله به نفسه في سورة الإخلاص، فإن "هذه السورة اشتملت على جميع أنواع التنزيه، والتحميد، على النفي والإثبات، ولهذا كانت تعدل ثلث القرآن"٢، "وليس في القرآن سورة هي وصف الرحمن محضاً إلا هذه السورة"٣، "ولهذا تسمى سورة الإخلاص"٤، فقد "تضمنت هذه السورة من وصف الله – سبحانه، وتعالى – الذي ينفي قول أهل التعطيل، وقول أهل التمثيل، ما صارت به هي الأصل المعتمد في مسائل الذات"٥. والمراد بالذات "النفس الموصوفة التي لها وصف، ولها صفات"٦. ومن"الأصول المعروفة في هذا الباب أن القول في الصفات كالقول في الذات"٧.


١ مجموع الفتاوى (٣/٣٤٧) .
٢ المصدر السابق (١٧/٤٥٢) .
٣ المصدر السابق (١٧/١٣٤) .
٤ بدائع الفوائد (١/١٢٨) .
٥ مجموع الفتاوى (١٠/٥٤) .
٦ المصدر السابق (٣/٣٣٤ – ٣٣٥) مختصراً.
٧ المصدر السابق (٣/٢٥) .

<<  <   >  >>