للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

هو ثلث معاني القرآن"١، فجعلت هذه السورة المباركة "تعدل ثلث القرآن؛ لأنها صفة الرحمن، وذكره محضاً لم تشب بذكر غيره"٢. وقد "اشتملت على التوحيد العلمي القولي نصاً، وهى دالة على التوحيد العملي لزوماً"٣، "ففي اسم الصمد إثبات كل الكمال، وفي نفي الكفء التنزيه عن التشبيه والمثال، وفي الأحد نفي كل شريك لذي الجلال، وهذه الأصول الثلاثة هي مجامع التوحيد"٤.

{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: ١] .

في هذه الآية الكريمة "إثبات الأحدية لله المستلزمة نفي كل شركة عنه"٥، "فقوله: "أحد" يدل على نفي النظير"٦، "وأنه ليس كمثله شيء في صفات الكمال الثابتة"٧، فإن "قوله: "أحد" مع قوله: {وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحدٌ} [الإخلاص: ٤] ينفي المماثلة، والمشاركة"٨. "فظهر أن اسمه الأحد يوجب تنزيهه عن ما يجب نفيه عنه من التشبيه، ومماثلة غيره في شيء من الأشياء"٩.

و"لفظ الأحد لم يوصف به شيء من الأعيان إلا الله وحده، وإنما يستعمل في غير الله في النفي"١٠.


١ المصدر السابق (١٧/٢٠٦ – ٢٠٧) ، وانظر: منهاج السنة النبوية (٣/٢٩٠ – ٢٩١) ، التسعينية (٣/٨٢٥ – ٨٢٨) .
٢ المصدر السابق (٢٢/٣٩٠) .
٣ المصدر السابق (١٧/١٠٨) .
٤ زاد المعاد (٤/١٨١) .
٥ المصدر السابق (٤/١٨٠) ، وانظره في كلام الشيخ، بيان تلبيس الجهمية (٢/٣٠٩) .
٦ مجموع الفتاوى (١٧/١٤٢) .
٧ المصدر السابق (١٧/١٠٨) .
٨ المصدر السابق (١٧/٣٢٥) .
٩ بيان تلبيس الجهمية (٢/٦٠) ، وانظر: (٢/٦٩) .
١٠ مجموع الفتاوى (١٧/٢٣٧) .

<<  <   >  >>