للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

{اللَّهُ الصَّمَدُ} [الإخلاص: ٢] .

في هذه الآية الكريمة إثبات اسم الصمد لله – تعالى-، "واسمه الصمد يتضمن إثبات صفات الكمال، ونفي النقائص"١، "فالصمدية تثبت الكمال المنافي للنقائص، والأحدية تثبت الانفراد بذلك"٢.

"ولفظ "ص م د" يدل على الاجتماع، والانضمام المنافي للتفرق، والخلو، والتجويف"٣.

"والاسم الصمد فيه للسلف أقوال متعددة قد يظن أنها مختلفة وليست كذلك، بل كلها صواب، والمشهور منها قولان: أحدهما: أن الصمد هو الذي لا جوف له. والثاني: أنه السيد الذي يصمد إليه في الحوائج. والأول هو قول أكثر السلف من الصحابة، والتابعين، وطائفة من أهل اللغة، والثاني قول طائفة من السلف، والخلف، وجمهور اللغويين"٤، و "الاشتقاق يشهد للقولين جميعاً؛ قول من قال: إن الصمد الذي لا جوف له، وقول من قال: إنه السيد، وهو على الأول أدل، فإن الأول أصل الثاني"٥، وعلم بهذا أن "معنى الصمد يوجب الاستسلام لله وحده المنافي للاستكبار، فإن الصمد يتضمن صمود كل شيء إليه، وفقره إليه"٦. فهو – سبحانه –"الذي يفتقر إليه كل شيء، ويستغني عن كل شيء، بل الأشياء مفتقرة من جهة الربوبية، ومن جهة إلهيته، فما لا يكون به لا يكون، وما لا يكون له لا يصلح، ولا ينفع، ولا يدوم"٧.


١ الجواب الصحيح (٤/٤٠٧) ، وانظر: منهاج السنة النبوية (٢/٥٢٩ – ٥٣٠) ، مجموع الفتاوى (٢١/٩٩) .
٢ مجموع الفتاوى (١٧/٤٥٢) .
٣ بيان تلبيس الجهمية (٢/٥٩) ، انظر: (٢/٢٤٨) .
٤ مجموع الفتاوى (١٧/٢١٤ – ٢١٥) ، (١٧/٢٣٩) .
٥ المصدر السابق (١٧/٢١٦) . انظر: بيان تلبيس الجهمية (١/٥١١ – ٥١٢) .
٦ المصدر السابق (٢/٣٠٩) .
٧ المصدر السابق (٥/٥١٥) .

<<  <   >  >>