للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

حال امتناعها، ويعلم ما يترتب على وجودها لو وجدت، كما قال – تعالى –: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا} [الأنبياء: ٢٢] "١، "ويعلم – تعالى – الممكنات، وهي التي يجوز وجودها، وعدمها، ما وجد منها، وما لم يوجد، وما لم تقتض الحكمة إيجاده"٢، وقد أحاط علمه – سبحانه – "بجميع الأزمان الحاضرة، والماضية، والمستقبلة"٣.

"واسمه العليم لما كان كل شيء يصلح أن يكون معلوماً تعلق بكل شيء"٤، فعلمه – سبحانه – "له عموم التعلق: يتعلق بالخالق، والمخلوق، والموجود، والمعدوم"٥.

وقد ضل في هذه الصفة العظيمة فرق أبرزها:

الأولى: الفلاسفة، فقالوا بأن الله – تعالى-: "يعلم الكليات دون الجزئيات"٦، وهذا كذب، وضلال مبين، وهو "من أخبث الأقوال، وشرها، ولهذا لم يقل به أحد من طوائف الملة، وهؤلاء شر من المنكرين للعلم القديم من القدرية، وغيرهم"٧. ومما يبين ذلك أن "القرآن فيه إخبار الله بالأمور المفصلة عن الشخص، وكلامه المعين، وفعله المعين، وثوابه، وعقابه المعين، مثل: قصة آدم، ونوح، وهود، وصالح، وموسى، وغيرهم ما يبين أنهم أعظم الناس تكذيباً لرسل الله – تعالى-، وكذلك إخباره عن أحوال محمد صلى الله عليه وسلم، وما جرى ببدر، وأحد، والأحزاب، والخندق، والحديبية، وغير ذلك من الأمور الجزئية أقوالاً، وأفعالاً.


١ التوضيح المبين للكافية الشافية للشيخ عبد الرحمن السعدي (ص: ٤٦ – ٤٧) .
٢ المصدر السابق (ص: ٤٧) .
٣ المصدر السابق (ص: ٤٨) .
٤ مجموع الفتاوى (٥/٤٩٤) .
٥ المصدر السابق (٦/٢٦٧) .
٦ درء تعارض العقل والنقل (١٠/١٧٨) .
٧ المصدر السابق (٩/٣٩٧) .

<<  <   >  >>