للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وفي الآية الثانية إثبات أنه – سبحانه – الرزاق، وأنه سبحانه – المتين.

والرزاق في صفاته يشمل ما كان على يد رسول صلى الله عليه وسلم من رزق القلوب بالعلم، والإيمان، ورزق الأبدان الذي لا تبعة فيه. ويتضمن أيضاً الرزق العام لكل أحد كما قال – تعالى –: {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا} [هود: ٦] ١.

أما المتين فمعناه الشديد القوي فهو يفيد التناهي في القوة والقدرة.

وقوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [الشورى: ١١] ،

وقوله: {إِنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء: ٥٨] ،

في هاتين الآيتين إثبات صفتي السمع والبصر لله – تعالى-. "وقد دل الكتاب، والسنة واتفاق سلف الأمة، ودلائل العقل على أنه سميع بصير"٢، والسمع الذي أثبته الله – سبحانه، وتعالى – لنفسه في الكتاب، والسنة نوعان:

النوع الأول: السمع العام، "ويراد به إدراك الصوت، ويراد به معرفة المعنى"٣، فسمع الله – تبارك، وتعالى – شامل لجميع الأصوات؛ "لأنه سميع لكل مسموع"٤، قالت عائشة رضي الله عنها: الحمد لله الذي وسع سمعه


١ انظر: التوضيح المبين لتوحيد الأنبياء والمرسلين من الكافية الشافية للسعدي (ص: ١٣١ – ١٣٢) .
٢ الرد على المنطقيين (ص: ٤٦٥) ، وانظر ذلك تفصيلاً في الأصفهانية (ص: ٧٣ – ٨٧) .
٣ مجموع الفتاوى (١/٢٠٨) .
٤ المصدر السابق (١٥/١٤) .

<<  <   >  >>