للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقوله: {رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} [البينة: ٨] ،

في هذه الآية الكريمة إثبات صفة الرضا، وهي من الصفات الفعلية التي أثبتها أهل السنة والجماعة لله – تعالى-، فإنها من "صفات الكمال، وأضدادها صفات نقص"١.

وقد أنكر هذه الصفة من ينكر ثبوت الصفة الفعلية الاختيارية لله – تعالى – من الكلابية، والأشعرية، ونحوهم.

وقوله: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ} [النساء: ٩٣] ،

وقوله: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ} [محمد: ٢٨] ،

وقوله: {فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ} [الزخرف: ٥٥] ،

وقوله: {وَلَكِن كَرِهَ اللهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ} [التوبة: ٤٦] ،

وقوله: {كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ} [الصف: ٣] ،

في هذه الآيات الكريمات إثبات صفة الغضب، والسخط، والأسف، والكره، والمقت. وهي من صفات الفعل التي يثبتها أهل السنة والجماعة لله – تعالى – على الوجه اللائق به – سبحانه٢ – والغضب المثبت له – جل، وعلا – لا نقص فيه بوجه من الوجوه، فإن "الغضب على من يستحق الغضب عليه، من القادر على عقوبته، صفة كمال"٣.


١ مجموع الفتاوى (٦/٦٨) .
٢ المصدر السابق، وانظر: منهاج السنة النبوية (٣/١٦٠) .
٣ درء تعارض العقل والنقل (٤/٩٢) .

<<  <   >  >>