للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الأَسْبَابَ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ كَاذبا ً} [غافر: ٣٦- ٣٧] ،

وقوله: {أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ} [الملك: ١٦- ١٧] ،

هذه الآيات الكريمات فيها إثبات علو الله – تعالى – على خلقه. وذلك "معلوم بالاضطرار من الكتاب، والسنة، وإجماع سلف الأمة"١، بل "قد اتفقت الكلمة من المسلمين، والكافرين أن الله في السماء"٢. وهو "أمر معلوم بالفطرة الضرورية التي يشترك فيها جميع بني آدم"٣.

"فإن فطرهم مقرة بأن الله فوق العالم"٤، كما أن "العقل دل على أن الله – تعالى – فوق العالم"٥، ولا عجب في ذلك، فإن "من أبين ما شهدت به الفطر، والعقول، والشرائع علوه – سبحانه – فوق جميع العالم، وأما تقرير ذلك بالأدلة العقلية الصريحة فمن طرق كثيرة جداً"٦.

فدل على علو الرب – تبارك، وتعالى – على خلقه الكتاب، والسنة، والإجماع، والفطرة، والعقل، "ولهذا كان السلف مطبقين على تكفير من أنكر ذلك، لأنه عندهم معلوم بالاضطرار من الدين"٧.


١ درء تعارض العقل والنقل (٧/٢٧) .
٢ المصدر السابق (٢/٥٩) .
٣ مجموع الفتاوى (٤/٤٥) .
٤ درء تعارض العقل والنقل (٦/٢٦٥) .
٥ المصدر السابق (٧/١٣١) ، وقد ذكر الطرق العقلية الدالة على العلو في (٧/٣ – ٨) ، وانظر أيضاً: مجموع الفتاوى (٥/٢٢٧) .
٦ الصواعق المرسلة (٤/١٢٧٨ – ١٢٧٩) مختصراً. وقد ذكر ثلاثين طريقاً لتقرير ذلك (١٢٧٩ – ١٣٤٠) .
٧ درء تعارض العقل والنقل (٧/٢٧) .

<<  <   >  >>