للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

"فالأول لم يرد إلا في القرآن، كما قال – تعالى-: {وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ} [الأنعام: ١١٤] ، وقال تعالى: {نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ} [النحل: ١٠٢] ، وقال تعالى: {تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} [الزمر: ١] ...."١. "ولهذا قال السلف: القرآن كلام الله ليس بمخلوق منه بدأ، قال أحمد وغيره: وإليه يعود، أي هو المتكلم به، وقال: كلام الله من الله ليس ببائن منه، أي لم يخلقه في غيره فيكون مبتدأ منزلاً من ذلك المخلوق، بل هو منزل من الله، كما أخبر به، ومن الله بدأ لا من المخلوق فهو الذي تكلم به لخلقه"٢.

"فأخبر – سبحانه – أنه منزل من الله، ولم يخبر عن شيء أنه منزل من الله إلا كلامه"٣.

وقد وصف الله – سبحانه – كلامه بأنه يقص، ووصفه في غير هذه الآيات بأنه يحكم ويفتي "كقوله: {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاء} [النساء: ١٢٧] ، أي: وما يتلى عليكم يفتيكم فيهن. وقوله: {وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ} [البقرة: ٢١٣] ، وإذا أضيف الحكم، والقصص، والإفتاء إلى القرآن الذي هو كلام الله، فالله هو الذي حكم به، وأفتى، وقضى به كما أضاف ذلك إلى نفسه في غير موضع"٤.

وقوله: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: ٢٢- ٢٣] ،


١ مجموع الفتاوى (١٢/٢٤٧) .
٢ المصدر السابق (١٢/٢٤٨) .
٣ المصدر السابق (١٢/٢٩٧) .
تنبيه: انظر كلام الشيخ على آية النحل (وإذا بدلنا ... ) . وما فيها من الدلائل على أن القرآن منزل غير مخلوق، وأنه كلام الله لا كلام غيره في مجموع الفتاوى (١٢/١١٧ – وما بعدها) (١٥/٢٢١ – ٢٢٦) .
٤ منهاج السنة النبوية (٢/٢٥٥) .

<<  <   >  >>