للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقوله: {عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ} [المطففين: ٢٣] ،

وقوله: {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: ٢٦] ،

وقوله: {لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} [ق: ٣٥] .

في هذه الآيات إثبات رؤية المؤمنين ربهم – جل وعلا-١، وأن الله – سبحانه – يرى عياناً بالأبصار يوم القيامة، ففي الآية الأولى "إضافة النظر إلى الوجه الذي هو محله، وتعديته بأداة إلى الصريحة في نظر العين"٢، فإن تعدية النظر بإلى معناه المعاينة بالأبصار، "وقد نقل أن كثيراً من السلف فهموا الرؤية"٣ من هذه الآية.

وكذلك في قوله: {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: ٢٦] ، فالزيادة "هي النظر إلى الله سبحانه "٤.

وكذا في قوله: {وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} [ق: ٣٥] ، "وهو ما لم يبلغه علمهم ليشتهوه، كما قال صلى الله عليه وسلم: " ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر "٥، "وروى ابن بطة بإسناد صحيح عن الأسود بن عامر قال: ذكر لي عن شريك عن أبي اليقظان عن أنس {وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} [ق: ٣٥] قال: يتجلى لهم كل جمعة"٦.

وسيأتي مزيد كلام على هذه الصفة، إن شاء الله.

وهذا الباب في كتاب الله – تعالى – كثير.

ووجه كثرة آيات الصفات في كتاب الله – تعالى – أنه "كلما كانت


١ مجموع الفتاوى (٦/٤٨٩) .
٢ حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح (ص: ٢٠٤) .
٣ بيان تلبيس الجهمية (٢/٤٠٦) .
٤ مجموع الفتاوى (٦/٤٣٦) ، (٦/٤٩٩) .
٥ الاستقامة (٢/١١٦) .
٦ مجموع الفتاوى (٦/٤١٥) .

<<  <   >  >>