للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

حاجة الناس إلى معرفة الشيء، وذكره أشد، وأكثر كانت معرفتهم به، وذكرهم له أعظم، وأكثر، وكانت طرق معرفته أكثر، وأظهر، وكانت الأسماء المعرفة له أكثر، وكانت على معانيه أدل"١، "ولما كانت حاجة النفوس إلى معرفة ربها أعظم الحاجات كانت طرق معرفتهم له أعظم من طرق معرفة ما سواه، وكان ذكرهم لأسمائه أعظم من ذكرهم لأسماء ما سواه"٢، "فإن أصل عبادته معرفته بما وصف به نفسه في كتابه، وما وصفه به رسله"٣– صلوات الله وسلامه عليهم.

من تدبر القرآن طالباً للهدى منه تبين له طريق الحق.

وذلك "أن الكتاب، والسنة يحصل منه كمال الهدى، والنور لمن تدبر كتاب الله، وسنة نبيه، وقصد اتباع الحق، وأعرض عن تحريف الكلم عن مواضعه، والإلحاد في أسماء الله، وآياته"٤.

وما ضل من ضل في هذا الباب، وغيره إلا لإعراضهم عن الكتاب، ومعارضتهم له. فهم "لا يطلبون الهدى منه، بل إما أن يعرضوا عن فهمه، وتدبره كالأميين الذين لا يعلمون الكتاب إلا أماني، وإما أن يحرفوه بالتأويلات الفاسدة"٥، فيحرمون الانتفاع بالقرآن العظيم.

فصل

فالسنة تفسر القرآن وتبينه وتدل عليه وتعبر عنه، وما


١ درء تعارض العقل والنقل (٣/٣٣٠) .
٢ المصدر السابق.
٣ مجموع الفتاوى (١٣/١٦٠) ، وانظر: درء تعارض العقل والنقل (١/١٢٩) .
٤ المصدر السابق (٥/١٠٢) .
٥ درء تعارض العقل والنقل (٧/٢٢٧) .

<<  <   >  >>