للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وصف الرسول صلى الله عليه وسلم به ربه – عز وجل – من الأحاديث الصحاح التي تلقاها أهل المعرفة بالقبول، وجب الإيمان بها كذلك.

فسنة النبي صلى الله عليه وسلم "مفسرة للقرآن مبينة له كما قال – تعالى – له: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} [النحل: ٤٤] ، فبين ما أنزل الله لفظه، ومعناه. فصار معاني القرآن التي اتفق عليها المسلمون اتفاقاً ظاهراً مما توارثته الأمة عن نبيها كما توارثت عنه ألفاظ القرآن"١. و "قد اتفق الصحابة، والتابعون لهم بإحسان، وسائر أئمة الدين أن السنة تفسر القرآن وتبينه، وتدل عليه، وتعبر عن مجمله، وأنها تفسر مجمل القرآن من الأمر، والخبر"٢، "فإن الرسول صلى الله عليه وسلم بين للناس لفظ القرآن، ومعناه"٣.

"والأحاديث جاءت في هذا الباب كما جاءت الآيات مع زيادة تفسير في الحديث، كما أن أحاديث الأحكام تجيء موافقة لكتاب الله مع تفسيرها لمجمله، ومع ما فيها من الزيادات التي لا تعارض القرآن، فإن الله-سبحانه وتعالى – أنزل على نبيه الكتاب، والحكمة ... "٤، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ألا وإني أوتيت الكتاب، ومثله معه" ٥. وفي رواية: "ألا إنه مثل القرآن، وأكثر "٦، "فالحكمة التي أنزلها الله عليه مع القرآن، وعلمها لأمته تتناول ما تكلم به في الدين من غير القرآن من أنواع الخبر، والأمر"٧.


١ الجواب الصحيح (٣/١٧) .
٢ مجموع الفتاوى (١٧/٤٣٢) .
٣ منهاج السنة النبوية (٤/١٧٦) .
٤ درء تعارض العقل والنقل (٢/١٤٦) .
٥ رواه أحمد (١٧٣٠٦) ، (٤/١٣١) ، وأبو داود (٤٦٠٤) .
٦ هذه اللفظة لم أجدها، وكذا قال محقق الصواعق.
٧ درء تعارض العقل والنقل (٢/١٤٦) .

<<  <   >  >>