للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

مثل:

قوله صلى الله عليه وسلم: " ينزل ربنا إلى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟ " متفق عليه١.

في هذا الحديث الشريف إثبات نزول الله – تعالى – إلى السماء الدنيا. و "قد استفاضت به السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، واتفق سلف الأمة، وأئمتها، وأهل العلم بالسنة، والحديث على تصديق ذلك، وتلقيه بالقبول"٢، وهذا الحديث حديث مشهور "رواه عامة الصحابة"٣، ومع هذا الإثبات يصان – جل وعلا – عن الظنون الفاسدة، فإن "مذهب سلف الأمة أنه مع نزوله إلى سماء الدنيا لا يزال فوق العرش لا يكون تحت المخلوقات، ولا تكون المخلوقات محيطة به قط، بل هو العلي الأعلى، العلي في دنوه، القريب في علوه"٤.

وقد تأول هذه الصفة أهل الكلام بأنواع من التحريف المخالف لما عليه أهل السنة والجماعة٥.

وفيه إثبات صفة الكلام لله – تعالى-، وقد تقدم تقرير ذلك في الكلام على الآيات، وسيأتي مزيد بحث فيه إن شاء الله – تعالى –.


١ رواه البخاري (٧٤٩٤) ، ومسلم (٧٥٨) .
٢ مجموع الفتاوى (٥/٣٢٢) . وقد شرح الشيخ هذا الحديث مفصلاً في كتاب مستقل، وهو ضمن مجموع الفتاوى (٥/٣٢١ – ٥٨٥) .
٣ المصدر السابق (١٦/٤٢١) .
٤ المصدر السابق (٥/٣٩٧ – ٤٠٣) .
٥ درء تعارض العقل والنقل (٧/٧) . انظر: الجواب الصحيح (٤/٣١٧) ، ومجموع الفتاوى (١٦/١١١) .

<<  <   >  >>