للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقوله صلى الله عليه وسلم: "لله أشد فرحاً بتوبة عبده المؤمن التائب من أحدكم براحلته" متفق عليه١.

وقوله صلى الله عليه وسلم: "يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر كلاهما يدخل الجنة "متفق عليه٢.

وقوله صلى الله عليه وسلم: " عجب ربنا من قنوط عباده وقرب غيره ينظر إليكم أزلين قنطين فيظل يضحك يعلم أن فرجكم قريب "حديث حسن٣.

في هذه الأحاديث إثبات الفرح، والضحك، والعجب لله – تعالى – وجميعها من الصفات الاختيارية الفعلية.

فالفرح قد جاء في الحديث الأول، وهو دال على محبة الله – تعالى – للتوبة "إذ الفرح إنما يكون بحصول المحبوب"٤. "وهذا الحديث مستفيض عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين من غير وجه من حديث ابن مسعود، وأبي هريرة، وأنس، وغيرهم"٥.

وأما الضحك فأحاديثه "متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم"٦. ولا يلزم من إثباته لله – تعالى – نقص، فإن "الضحك في موضعه المناسب له صفة


١ رواه البخاري (٦٣٠٩) ، ومسلم (٢٧٤٤ – ٢٧٤٧) .
٢ رواه البخاري (٢٨٢٦) ، ومسلم (١٨٩٠) .
٣ ذكره بهذا اللفظ: (عجب ربنا) ابن كثير في تفسيره (تحديد المكان؟) ، وفي البداية والنهاية (١٤/٢٤) ، والذي عند أحمد (١٦٢٨٨) ، (٤/١١) ، وابن ماجه (١٨١) ، (١/٦٤) بلفظ: (ضحك ربنا) .
٤ منهاج السنة النبوية (٥/٣٢٣) .
٥ درء تعارض العقل والنقل (٢/١٢٦) ، وانظر: منهاج السنة النبوية (٣/١٦٢، ١٨٣) . فقد ذكر الشبه، والجواب عليها.
٦ التسعينية (٣/٩١٥) ، وانظر: درء تعارض العقل والنقل (٢/١٢٦ – ١٣٠) .

<<  <   >  >>