للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

مدح، وكمال"١، "ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: " ينظر إليكم الرب قنطين، فيظل يضحك، يعلم أن فرجكم قريب "، فقال أبو رزين العقيلي: يا رسول الله أو يضحك الرب؟ قال: "نعم" قال: لن نعدم من رب يضحك خيراً" ٢.

فجعل الأعرابي العاقل بصحة فطرته ضحكه دليلاً على إحسانه، وإنعامه، فدل على أن هذا الوصف مقرون بالإحسان المحمود، وأنه من صفات الكمال"٣.

وأما التعجب فقد جاء في القرآن الكريم، "قال – تعالى-: {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ} [الصافات: ١٢] على قراءة الضم"٤، وقد جاء في أحاديث عديدة٥. ولا يلزم من إثباته أي لازم باطل، فالعجب الموصوف به الله – تعالى –ليس مقروناً بجهل، "بل يتعجب لخروجه عن نظائره تعظيماً له، والله-تعالى- يعظم ما هو عظيم؛ إما لعظمة سببه، أو لعظمته"٦. وأما قوله في حديث التعجب: "وقرب غيره"، فالمراد "قرب تغيره من الجدب إلى الخصب"٧.

ولم يثبت أهل الكلام هذه الصفات جميعاً؛ لتوهم النقص فيها٨، ولعدم إثباتهم الصفات الاختيارية معتمدين في ذلك على أوهام كاذبة، وظنون فاسدة.

وقوله صلى الله عليه وسلم: "لا تزال جهنم يلقى فيها وهي تقول: هل من


١ مجموع الفتاوى (٦/١٢١) .
٢ تقدم تخريجه قريباً.
٣ مجموع الفتاوى (٦/١٢١) .
٤ المصدر السابق (٦/١٢٣) .وقراءة الضم: {عجبتُ} متواترة قرأ بها حمزة والكسائي وخلف العاشر.
٥ انظر: المصدر السابق (٦/١٢٤) .
٦ المصدر السابق (٦/١٢٣) .
٧ درء تعارض العقل والنقل (٤/٧٤) .
٨ انظر: بيان تلبيس الجهمية (٣/١٨٨ – ١٩٢) مخطوط، مجموع الفتاوى (٦/١٢١ – ١٢٣) ، منهاج السنة النبوية (٥/٣٢١) .

<<  <   >  >>