للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

.................................................................................


= قال الله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمْ اللَّاتَ وَالْعُزَّى، وَمَنَاةَ} هل أغنتكم شيئاً؟ هل نفعتكم؟ هل نصرتكم؟، هل كانت تخلق وترزق وتحيي وتميت؟، ماذا وجدتم فيها؟، هذا من باب الإنكار وتنبيه العقول إلى أن ترجع إلى رشدها، فهذه إنما هي صخرات وشجرات ليس فيها نفع ولا ضر، مخلوقة.
ولما جاء الله بالإسلام وفتح رسول الله –صلى الله عليه وسلم- مكة المشرفة أرسل المغيرة بن شعبة وأبا سفيان بن حرب إلى (اللات) في الطائف فهدماها بأمر رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، وأرسل خالد بن الوليد إلى العُزّى فهدمها وقطع الأشجار وقتل الجنيّة التي كانت فيها تخاطِب الناس وتضلهم ومحاها عن آخرها –والحمد لله-، وأرسل عليّ بن أبي طالب ِإلى (مناة) فهدمها ومحاها (١) ، وما أنقذت نفسها، فكيف تُنقذ أهلها وعبّادها {أَفَرَأَيْتُمْ اللَّاتَ وَالْعُزَّى، وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى} أين ذهبت؟ هل نفعتكم؟، هل منعت نفسها من جنود الله وجيوش الموحِّدين؟
فهذا فيه دليل على أن هناك من يعبد الأشجار والأحجار، بل إن هذه الأصنام الثلاثة كانت هي أكبر أصنامهم ومع هذا محاها الله من الوجود، وما دفعت عن نفسها ولا نفعت أهلها فقد غزاهم رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وقاتلهم ولم تمنعهم أصنامهم، فهذا فيه ما استدلّ له الشيخ –رحمه الله- أن هناك من يعبد الأحجار والأشجار.
يا سبحان الله! بشر عقلاء يعبدون الأشجار والأحجار الجامدة =

<<  <   >  >>