للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

.................................................................................


= ببعض، فالسبب الذي حملكم على هذا هو اتباع سنن الأولين والتشبه بالمشركين.
"قلتم –والذي نفسي بيده- كما قالت بنوا إسرائيل لموسى: {اجْعَل لَّنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} [الأعراف: ١٣٨] ". موسى –عليه السلام- لما تجاوز البحر ببني إسرائيل وأغرق الله عدوهم فيه وهم ينظرون، مروا على أناس يعكفون على أصنام لهم من المشركين، فقال هؤلاء لموسى –عليه السلام-: {اجْعَل لَّنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} أنكر عليهم وقال: {إِنَّ هَؤُلاء مُتَبَّرٌ مَّا هُمْ فِيهِ} يعني: باطل: {وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} لأنه شرك، {قَالَ أَغَيْرَ اللهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ} [الأعراف: ١٤٠] ، أنكر عليهم –عليه الصلاة والسلام- كما أن نبينا محمداً –صلى الله عليه وسلم- أنكر على هؤلاء، ولكن هؤلاء وهؤلاء لم يشركوا، فبنوا إسرائيل لما قالوا هذه المقالة لم يُشركوا لأنهم لم يفعلوا، وكذلك هؤلاء الصحابة لو اتخذوا ذات أنواط لأشركوا ولكن الله حماهم، لما نهاهم نبيهم انتهوا، وقالوا هذه المقالة عن جهل، ما قالوها عن تعَمُّد، فلما علموا أنها شرك انتهوا ولم ينفذوا، ولو نفّذوا لأشركوا بالله عز وجل.
فالشاهد من الآية: أن هناك من يعبد الأشجار، لأن هؤلاء المشركين اتخذوا ذات أنواط، وحاول هؤلاء الصحابة الذين لم يتمكن العلم في قلوبهم حاولوا أن يتشبهوا بهم لولا أن الله حماهم برسوله –صلى الله عليه وسلم-.
الشاهد: أن هناك من يتبرك بالأشجار ويعكُف عندها، والعكوف معناه: البقاء عندها مدة تقرباً إليها. فالعكوف هو: البقاء في المكان. =

<<  <   >  >>