للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وتخصيصه بالعبادة من دعاء وخوف ورجاء وتوكل ورغبة ورهبة وصلاة وصوم وغير ذلك. فهو المستحق للعبادة جل وعلا، دون كل ما سواه. ويدخل في ذلك فعل الأوامر، وترك النواهي, فأداء الأوامر التي أمرك الله بها ورسوله، وترك النواهي التي نهاك الله عنها ورسوله، كل هذا داخل في العبادة. وهذا هو الإسلام. وهو الدين وهو الإيمان وهو الهدى. فلا تصل إلا لله، ولا تركع إلا له ولا تذبح إلا له، ولا تدع إلا إياه، ولا تتوكل إلا عليه، إلى غير هذا من العبادات. أما الاستعانة بحاضر قادر فيما يقدر عليه فهذا ليس بعبادة كما قال سبحانه في قصة موسى: {فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ} ١ فإن موسى قادر على أن يغيثه. أما دعاء الميت، ودعاء الغائب الذي لا يسمع كلامك, أو دعاء الصنم أو الجن, أو الأشجار, ونحوها فهذا شرك المشركين, وهو الشرك الأكبر الذي قال الله فيه: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} ٢. وقال تعالى: {وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} ٣ وقال سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} ٤ وقال سبحانه: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ


١ سورة القصص , جزء من آية: ١٥.
٢ سورة لقمان , آية: ١٣.
٣ سورة الأنعام , جزء من آية: ٨٨.
٤ سورة النساء , جزء من أية: ١١٦.

<<  <   >  >>