[الأصل الثاني: معرفة العبد دينه]
...
"الأَصْلُ الثَّانِي"
مَعْرِفَةُ دِينِ الإِسْلامِ١ بِالأَدِلَّةِ. وَهُوَ الاسْتِسْلامُ للهِ بِالتَّوْحِيدِ, وَالانْقِيَادُ لَهُ بِالطَّاعَةِ, وَالْبَرَاءَةُ مِنَ الشِّرْكِ وَأَهْلِهِ. وَهُوَ ثَلاثُ مَرَاتِبَ:
"الإسْلامُ" و"الإيمان" و"الإحسان". وكل مرتبة لها أركان.
فَأَرْكَانُ الإِسْلامِ خَمْسَةٌ٢: شَهَادَةُ أَن لا اله إِلا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ, وَإِقَامُ الصلاة,. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
"١"هذا هو الأصل الثاني. وهو دين الإسلام. وهو ثلاث مراتب بينها الرسول صلى الله عليه وسلم. فأولها الإسلام وهو الإخلاص لله وحده: يعني الاستسلام لله بالعبادة, وتخصيصه بها دون كل ما سواه. والبراءة من الشرك وأهله. فإذا فعل ذلك فقد أسلم يعني: إنقاد وذل وخضع لله وحده بالعبادة دون كل ماسواه. وتبرأ من الشرك وأهله.
قال تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} ١, والكفر بالطاغوت معناه: البراءة من الشرك وأهله, وإنكار ذلك, واعتقاد بطلانه. وهناك مرتبة الإيمان, ومرتبة الإحسان, وكلها داخلة في دين الإسلام, الدين الذي شرعه الله لعباده وأرسل به الرسل جميعاً. ومرتبة الإسلام تشمل الأعمال الظاهرة.
"٢" وأركانه خَمْسَةٌ: شَهَادَةُ أَن لا اله إِلا اللهُ, وأن محمداً رسول الله,
١ سورة البقرة , آية: ٢٥٦.