للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وأما الشهادة الثانية وهي: أن محمداً رسول فدليلها قَوْلُهُ تَعَالَى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} ١. يعني: محمداً عليه الصلاة والسلام تعرفونه؛ لأنه من أنفسكم وهو من أشرف قبائلكم من بني هاشم: {عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ} ٢: أي يشق عليه ما يشق عليكم: {حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ} ٣. يعني: على هدايتكم, وإنقاذكم من النار. وقال تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ} ٤ وبعد هذه الشهادة, على العبد أن يطيعه فيما أمر, وأن يصدقه فيما أخبر, وأن يجتنب ما عنه نهى وَزَجَرَ, وأَلا يُعْبَدَ اللهُ إِلا بِمَا شَرَعَ. فلا بد من هذه الأمور الأربعة.

الأول: طاعته فيما أمر من الصلاة والزكاة وغيرها.

الثاني: تصديقه فيما أخبر عن الآخرة والجنة والنار وغير ذلك.

الثالث: واجتناب ما عنه نهى وزجر, كالزنا والربا وغير ذلك مما نهى الله عنه ورسوله.

الرابع: وأن لا يعبد الله بما شرع فلا يبتدع في الدين مما لم


١ سورة التوبة , آية: ١٢٨.
٢ سورة التوبة , آية: ١٢٨.
٣ سورة التوبة , آية: ١٢٨.
٤ سورة الفتح , آية: ٢٩.

<<  <   >  >>