للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

(الْمَرْتَبَةُ الثَّانِيَةُ)

"الإِيمَانُ ١. وَهُوَ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً, فَأَعْلاهَا قَوْلُ: لا اله إِلا اللهُ, وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ, وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الإيمان".

ــ

الإيمان: هو ما يتعلق بالقلوب, من التصديق بالله, وأنه رب العالمين, وأنه هو المستحق للعبادة, والتصديق بالملائكة وبالكتب وبالرسل وبالبعث بعد الموت والجنة والنار وبالقدر خيره وشره. كل هذا يتعلق بالقلوب. فهو أصل من الأصول التي لا بد منها. فلا إسلام إلا بإيمان ولا إيمان إلا بإسلام. فلا بد من هذا وهذا. لا بد من إسلام الجوارح, ولابد من إسلام القلوب وإيمانها. ولهذا جمع الله بين الأمرين في كتابه العظيم. وهكذا الرسول صلى الله عليه وسلم. ذكرهما جميعاً. فالإسلام هو الانقياد الظاهر بطاعة الله وترك معصيته. والإيمان يشمل الأعمال الباطنة مما يتعلق بالقلوب وتصديقها, ويطلق الإسلام على الإيمان ويطلق الإيمان على الإسلام. فإذا قيل الإيمان عم جميع وإذا قيل الإسلام عم الجميع قال تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْأِسْلامُ} ١ فيعم ما يتعلق بالباطن والظاهر. وهكذا الإيمان إذا أطلق عم الجميع لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح "الإيمان بضع وسبعون شعبة فأضلها قَوْلُ لا اله إِلا اللهُ وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأذى عن الطريق" ٢ , فالإيمان هنا يعم الجميع فيعم أركان


١ سورة آل عمران , آية: ١٩.
٢ رواه مسلم ٢/٣ في كتاب الإيمان باب بيان عدد شعب الإيمان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

<<  <   >  >>