للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وَافْتَرَضَ اللهُ عَلَى جَمِيعِ الْعِبَادِ الْكُفْرَ بِالطَّاغُوتِ وَالإِيمَانَ بِاللهِ.

قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ ـ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى ـ مَعْنَى الطَّاغُوتِ مَا تَجَاوَزَ بِهِ الْعَبْدُ حَدَّهُ مِنْ مَعْبُودٍ أَوْ مَتْبُوعٍ أَوْ مُطَاعٍ, وَالطَّوَاغِيتُ كَثِيرُونَ, وَرُؤُوسُهُمْ خَمْسَةٌ: إِبْلِيسُ لَعَنَهُ اللهُ, وَمَنْ عُبِدَ وَهُوَ رَاضٍ, وَمَنْ دَعَا النَّاسَ إِلَى عِبَادَةِ نَفْسِهِ, وَمَنْ ادَّعَى شَيْئًا مِنْ عِلْمِ الْغَيْبِ, وَمَنْ حَكَمَ بِغَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللهُ وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لاَ انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} .

وَهَذَا هُوَ مَعْنَى لا اله إِلا اللهُ, وفي الحديث: "رأس الأمر١

ــ

والأحاديث في ذلك كثيرة, وقد أجمع أهل العلم رحمهم الله على أنه لا يسمع أحداً من هذه الأمة الخروج على شريعة محمد صلى الله عليه وسلم وأن من اعتقد ذلك فهو كافر كفراً أكبر مخرجاً من الملة.

١. وَفِي الْحَدِيثِ: "رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلامِ, وَعَمُودُهُ الصَّلاةُ, وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله" ١.


١ رواه أحمد ٥/٢٣٧,٢٣١ من حديث معاذ رضي الله عنه.
ورواه الطبراني في الكبير ٢٠/٩٦.
ورواه النسائي في الكبير ٦/٤٢٨ في كتاب التفسير باب " تتجافى جنوبهم عن المضاجع وقوله: فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين ".
ورواه الترمذي ٥/١٣ في كتاب الإيمان باب ما جاء في حرمة الصلاة برقم ٢٦١٦.
ورواه ابن ماجة ٢/١٣٩٤ في كتاب الفتن باب كف اللسان في الفتنة برقم ٣٩٧٣.

<<  <   >  >>