للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ثانيهما: وقوع النظير، فالنشأة الأولى، تشبه البعث وإن لم تكن مطابقة له من كل وجه كما في قوله تعالى: {كَمَا بَدَأْنَا أوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ} [الأنبياء: ١٠٤] .

ثالثها: وقوع ما هو أبلغ منه، فخلق السموات والأرض أعظم من خلق الناس كما قال تعالى: {لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ أكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ} [غافر: ٥٧] ، فلذلك فإن هذه المطالب شرعية وعقلية وذلك من جهتين:

أـ لأن الشارع أخبر بها.

ب ـ أنها تعلم وتدرك بالعقل.

وجميع الأمثال المضروبة في القرآن عقلية مع كونها شرعية١.

٥ـ ما تدور عليه هذه القاعدة:

مدار هذه القاعدة ومحورها على موضوعين أساسيين:

أـ أن كثيراً مما دل عليه السمع يعلم بالعقل أيضاً، والقرآن يبين ما يستدل به العقل ويرشد إليه وينبه عليه.

ب ـ مناقشة المعطلة في نفيهم الصفات بشبهة التقابل، سيأتي الحديث عنها مفصلاً.

٦ـ الصفات لا تُثبت بالعقل وحده:

صفات الله توقيفية أي يتوقف على ما ورد في الكتاب والسنة ولا مجال للعقل فيها غلا تأييد ما دل عليه السمع من الصفات، فلا نثبت لله من الصفات إلا ما دل الكتاب والسنة على ثبوته، ولدلالة الكتاب والسنة على ثبوت الصفة ثلاثة أوجه:

أـ التصريح بالصفة كالعزة والقوة والرحمة والبطش والوجه واليدين ونحوها.


١ التوضيحات الأثرية لأبي العالية ص ٢٦٢.

<<  <   >  >>