للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يفنيان أبداً خلقتا للبقاء لا للفناء، وقد صح في ذلك أحاديث عدة١.


١ من الأدلة على خلق الجنة والنار قوله تعالى: {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} سورة البقرة، آية ٣٥، وقال تعالى: في وصف الجنة: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ} سور آل عمران، آية ١٣٣، وقال تعالى في وصف النار: {أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} سورة البقرة، آية ٢٤، والمعدة لا تكون إلا موجودة. ومن الأحاديث ما رواه البخاري، ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: قال الله عزوجل: "أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر"، قال أبو هريرة: فاقرؤوا إن شئتم: {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} سورة السجدة، آية ١٧، وقد أفاض البيهقي رحمه الله في ذكر الأدلة على خلق الجنة والنار في كتاب البعث ص ١٣٢ وما بعدها، وأما بقاء الجنة والنار وأنهما لا تفنيان فهو مذهب جمهور الأئمة من السلف والخلف، وقد نقل ابن حزم الاتفاق على خلود الجنة والنار وأنهما لا تفنيان. انظر: مراتب الإجماع ١٧٣، وشرح العقيدة الطحاوية ص ٤٨٠، والإبانة الصغرى ٢٠٦ وما بعدها.

<<  <   >  >>