عبادة الله، والاسم الثانى يتضمن خلق العبد ومبتداه، وهو أنه يربه ويتولاه مع أن الثانى يدخل فى الأول دخول الربوبية فى الإلهية، والربوبية تستلزم الألوهية أيضاً، والاسم " الرحمن " يتضمن كمال التعلقين، وبوصف الحالين فيه تتم سعادته فى دنياه وأخراه.
ولهذا قال تعالى:{وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ}[الرعد: ٣٠] ،فذكر هنا الأسماء الثلاثة:" الرحمن " و " ربى " و " الإله "، وقال:{عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ} كما ذكر الأسماء الثلاثة فى أم القرآن، لكن بدأ هناك باسم الله؛ ولهذا بدأ فى السورة ب {إيَّاكّ نّعًبٍد} فقدم الاسم وما يتعلق به من العبادة؛ لأن تلك السورة فاتحة الكتاب وأم القرآن، فقدم فيها المقصود الذي هو العلة الغائية، فإنها علة فاعلىة للعلة الغائية. وقد بسطت هذا المعنى فى مواضع؛ فى أول " التفسير " وفى " قاعدة المحبة والإرادة "