كتاب قاعدة في الانغماس في العدو وهل يباح

أدلة من السنة - ص: 54

دليل آخر من السنة

٧٢- وأيضا: ففي السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "عجب ربنا من رجلين:

رجل ثار عن وطائه من بين حيه أهله إلى صلاته.

فيقول الله عز وجل لملائكته: انظروا إلى عبدي، ثار من فراشه ووطائه ومن أهله وحيه إلى صلاته، رغبة فيما عندي وشفقا مما عندي.

ورجل غزا في سبيل الله عز وجل، فانهزم مع أصحابه، فعلم ما عليه في الإنهزام وما له في الرجوع، فرجع حتى أهريق دمه.

فيقول الله لملائكته: انظروا إلى عبدي رجع رغبة فيما عندي وشفقا مما عندي حتى أهريق دمه" ١.

٧٣- فهذا رجل انهزم هو وأصحابه ثم رجع وحده فقاتل حتى قتل.

---

١ رواه أحمد (١/٤١٦) وأبو داود (٢٥٣٦) وابن أبي عاصم في السنة (٥٦٩) وفي الجهاد والبيهقي (٩/٤٦، ١٦٤) وصححه الحاكم (٢/١١٢) وابن حبان (٢٥٥٨) من حديث ابن مسعود رضي الله عنه.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٢/٢٥٥) : "رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني وإسناده حسن وله عند الطبراني في الكبير ونحوه موقوفا.." وصحح الدارقطني في العلل (٥/٢٦٧) وقفه على ابن مسعود. وقد حسنه الألباني في صحيح أبي داود (٢/١٠٦) .
وأورد العلامة ابن النحاس في: "باب فضل انغماس الرجل الشجيع أو الجماعة القليلة في العدو الكثير رغبة في الشهادة ونكاية في العدو" ثم قال: "ولو لم يكن في الباب إلا هذا الحديث الصحيح لكفانا في الاستدلال على فضل الانغماس" مشارع الأشواق (١/٥٣٢) .