للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فالروي هنا هو الدال، والمجرى الذي هو حركة الروي المطلق هنا هو الكسرة في جميع أبيات القصيدة عدا البيت المنتهي بكلمة الأسود فمع أن رويه الدال إلا أن مجراه قد اختلف من كسر إلى ضم، ولذلك زعم الرواة أن البيت قد تغير إلى هذا الوضع.

وبذلك تنعاب الغرابِ الأسودِ.

ونظير ذلك قول حسان بن ثابت:

لا بأس بالقوم من طول ومن قصر ... جسم البغال وأحلام العصافيرِ

كأنهم قصب جفت أسافله ... مثقب نفخت فيه الأعاصيرُ

فالروي هنا الراء غير أن مجراه في البيت الأول الكسرة وفي البيت الثاني الضم.

٤ السناد: وهو اختلاف ما يراعى قبل الروي من الحروف والحركات.

فالسناد إذن أنواع تبعًا لما قبل الروي من حرف القافية والحركات.

ومن هذه الأنواع سناد التأسيس، وهو أن يسند بيت ويترك آخر. ونجد مثلًا لذلك في قول شاعر معاصر يتهكم بأخت له كثيرة الكلام:

شهيرة يا أختنا الغالية ... عرفناك ثرثارة لاهية

لسان طويل يداني السحاب ... وأمطاره الكلم الحامية

وهمسك نسمعه في الطريق ... كنفاثة فوقنا غادية

إذا نمت حل الهدوء الجميل ... وإن قمت حلت بنا الداهية

قصدتكم أبتغي راحة ... فعدت وقد ضاعت العافية

فيا ويح زوجك من رفقة ... يذوق بها العيشة المضنية

<<  <   >  >>