وليعلم كل من درس هذا العلم أو قام بتدريسه أنه وإن كان يعتمد على النقل والرواية فحسب إلا أن مرجعه في الحقيقة الذوق العربي السليم الفصيح، لأن القرآن نزل بلسان العرب، وكانوا يلجئون في لغتهم دائمًا إلى الحسن الجميل السهل في النطق، ويفرون من الثقيل على ألسنتهم المستبشع في أذواقهم، فكالنوا يحلون كلامهم بكل مستحسن جميل في النطق ويميلون إلى السهولة واليسر.
ولذا وصف التجويد بأنه حلية التلاوة وزينة الأداء، وقد صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:"زينوا القرآن بأصواتكم" رواه الحاكم، وقال ابن الجزري في المقدمة:
وهو أيضًا حلية التلاوة ... وزينة الأداء والقراءة
وعلى مدرسي هذا العلم أن يلحظوا أثناء تدريسهم أنه لابد من الإكثار من التطبيق وممارسة النطق الصحيح من الطلاب، وهناك ثلاث مراحل ينبغي أن يتدرج فيها المبتدئ في هذا الفن:
الأولى: تصحيح نطقه بتحقيق مخارج الحروف وصفاتها اللازمة حتى لا يخلط الحروف ببعضها، وحتى يتعود التمييز بينها، والنطق بها نطقًا صحيحًا، بإخراج كل حرف من مخرجه المحقق، وبالمحافظة على حركات الإعراب، والتنبه للوقوف اللازمة أو الممنوعة التي يترتب عليها إخلال بالمعنى، وفي هذه المرحلة يعنى المعلم أولًا بتصحيح اللحن الجلي المعروف حده وتعريفه في هذا الفن، وبتصحيح الخلل الواضح في النطق الذي يؤدي إلى خلل في المبنى أو في المعنى.. ويعنى أيضًا