وذلك أنهم يسمون الهواء الخارج من الرئة إن خرج بطبعه دون أن يحتك بأوتار الصوت نفسًا فإن وجه الإنسان بإرادته هذا الهواء إلى أوتار الصوت الموجودة في الحنجرة فاحتك بها وحدث له تموج وتذبذب مسموع فإنهم يسمونه حينئذ صوتًا، ثم هذا الهواء المصحوب بهذه التموجات الصوتية يتوجه إلى مقطع من مقاطع الفم أو الحلق، أي: إلى حيز محدد منها فإذا مر به وانحصر فيه تولد الحرف، ثم الكيفية التي يكون عليها مرور هذه التموجات الصوتية الممزوجة في النفس بذلك المقطع هي ما نسميه بصفة الحرف. فبالمخرج إذن تعرف ماهية الحرف، ويتولد شكله ويتحدد.
وبالصفات يحصل التمييز بين الحروف، وخاصة تلك التي تتحد مخارجها أو تتقارب كالطاء والتاء مثلًا فإنهما حرفان متحدان في المخرج ولولا الإطباق والاستعلاء في الطاء دون التاء لما استطعت التمييز بينهما.
وصفات الحروف كثيرة، ذكر مكي بن أبي طالب في الرعاية، أربعًا وأربعين صفة وذكر ابن الجزري في التمهيد أربعًا وثلاثين صفة، لكنه اقتصر في المقدمة على أشهرها وأهمها وهي سبع عشرة صفة، تنقسم إلى قسمين: