أن الإظهار هو بقاء ذات الحرف بتحقيق مخرجه وصفاته، وتمييزه عن الحرف الآخر فلا يمتزج به، والإدغام هو: إذهاب ذات الحرف الأول بإذهاب مخرجه وصفته ومزجه بالحرف الثاني وإدماجه فيه، والإخفاء درجة متوسطة بين الدرجتين، ومرتبة بين المرتبتين، وذلك لأنه لما لم تكن أحرفه قريبة قرب أحرف الإدغام، ولا بعيدة بعد أحرف الإظهار لم تدغم فيها النون ولم تظهر عندها، بل ابتغينا مسلكًا وسطًا، فخلطنا بعض النون في الحرف الذي بعدها، وأبقينا بعضها ظاهرًا في النطق، وحرصنا على إظهار صفتها التي هي الغنة.
ولذلك فإنك إذا نطقت بالنون المخفاة فإنك تنطق بها من الخيشوم فلا يرتفع اللسان بمخرجها ولا يلتصق بأصول الثنايا.
ومن أجل هذا يعتبر بعض المجودين الإدغام الناقص والإخفاء شثيئًا واحدًا، ولكن المحقق يجد بينهما فرقًا، فإن درجة مزج النون في الحرف الآخر في الإدغام الناقص أكثر منه في الإخفاء، لذا تجد التشديد في الإدغام ولا تجده في الإخفاء.
الحروف التي تخفى فيها النون خمسة عشر حرفًا جمعها الجمزوري في أوائل هذا النظم:
صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما ... دم طيبًا زد في تقى ضع ظالمًا